النماذج الأنماط الرومانية

إن النموذج الرومانية الذي يُستفاد منه في بناء المظهرالخارجي للعمارات لهو من أكثر النماذج المتداولة والشائعة التي يتمّ تصميم المظهر الخارجي للأبنية و العمارات في بلدنا, وقد شاع و راج البناء كثيرا من هذه النماذج الرومانية. و قد تمّ إيجاد النموذج الروماني بالطريقة التي يتمّ تغليفه وبناء كل المظهرالخارجي أو القسم الأعظم منه بالاحجار الجيرية للتراورتن الصخرية. ما هو أول تصور أو فكرة ذهنية تخطرعلى بالكم أنتم؟ بالتأكيد ستكون الفكرة الأولى حول الشكل الخارجي للبناء, و إن الصورة والنموذج الخارجي للعمارة تحتلّ الأهمية الاكبرفي البحث حول ديكور المنزل المراد بنائه وتشييده. وقد اصبح يُعرف النموذج الروماني ايضا بالنموذج الكلاسيكي القديم, والسبب يعود الى تمتّعه بالمؤشرات والمميزات المتعددة الخاصة به , حيث يمكنه أن يجذب نظرالكثيرين من الأشخاص. وفي الواقع يعتبر النموذج الروماني نموذج معقد بسبب الهندسة المعمارية التي يمتاز بها, وحيث يّستخدم فيه أنواع من الصخورالجيرية التراورتينية الحجرية المختلفة, وإن الأسلوب الذي يخطر على بال العموم من الناس أنه يلعب الدورالمهم عند الطبقة الراقية و المرفهة من المجتمع والتي تستخدمه وتبني قصورها وعماراتها منه, لذا اصبح النموذج الروماني محطا ً للأنظار حيث أحتلّ مكانته الخاصة به, في إستقبال الآراء و الأذهان له. و من خلال وجهة نظر العلماء و الخبراء في الفنون المعمارية والهندسة البنائية فقد اصبح النموذج الروماني ملبّياً لطلبات الاشخاص الأرستقراطيين والملازمين للسكن في القصور المرفهة و الفخمة والعيش في التّرف و اضحى ايضا سادّاً لحاجاتهم و أذواقهم, و لكنه معارضاً للأسلوب المعماري الاسلامي.

و مع بروز جميع موارد الإنتقاد التي تعترض طريق الاسلوب الروماني, لأن الكثير منها تمّت بطرق غير مناسبة ومخالفة للأعراف الاجتماعية ايضا, و لكن علينا أن نتقبّل الامر الذي أكّد بأن بناء المدينة بالطراز الروماني جعل مظهرها يتكوّن من نسق و ترتيب واحد ومنتظم. وهذا ما منح المدينة نوعا من التجدّد والحيوية و الجمال الخاص بها. و طالما كان النموذج الروماني قد إنفرد بالمظهرالخارجي الخلاّب و الخاص به, فقط أصبح مؤثراً جدا على كل شخص يمر ّ من أمامه و ينظر اليه. و قد صرّح النقّاد المختصّون المعماريون للذين يستفيدون من طراز آخر من أسلوب و نماذج الفن المعماري في بناء و تشييد الأبنية, بحيث يجب أن يكون مناسبا ومنسجما مع الثقافة الايرانية العريقة أكثر من النموذج الروماني الحضاري. ولكن الواقع يقول أن النموذج الروماني لا ينحصر بأسلوب الرومان ومدينة روما القديمة فقط, بل يحتوي على الكثير من التاريخ لمسير الفن المعماري و الذي يشمل ايران الحضارية ايضا, على الخصوص عند الاستفادة من نموذج مسلّة برسيبوليس(لوحات مكتوبة)

  التصاميم التي تستخدم في فن وزخرفة المظاهرالخارجية للأبنية و العمارات

دوالتي تسمى بـ (تخت جمشيد), و رؤوس الأعمدة الجميلة فيها, حيث أن هذا التصميم الجميل ، لهذا النمط اضحى أفضل من الروماني بمئات المرات.

إن تنفيذ وبناء طراز العمارات وتشييدها بالنموذج الرومي مكلّف جدا وذوقيمة مالية كبيرة, و لكن يمكن مشاهدة الابنية و العمارات في المناطق المختلفة لكل مدينة قد تمّ بناؤها من هذا النمط و بأيّة قيمة مالية كانت, و حتى الابنية التي تمّ بناؤها بالأسمنت بدلا من الصخور و الاحجار, فقد نراه من الطراز الروماني, حيث يُعرف بالنموذج الأسمنتي الروماني.

و تشتمل الموارد التالية أدناه على العناصرالمشتركة التي تتمتع بأوجه التشابه بين نماذج جميع العمارات والأبنية التي تمّ بناؤها بالطراز الروماني:
  1. الإستفادة من الأعمدة القصيرة الى جانب الأعمدة الاخرى العالية.
  2. عدم الإستفادة من الأعمدة التي تحتوي على الزوايا, و الإستفادة من الأعمدة المدورة الأسطوانية الشكل.
  3. الإستفادة من رؤوس الأعمدة بوضع رؤوس البقر عليها.
  4. الاستفادة من الأقواس أو الأطواق الخشنة والضخمة فيها و وجود النقوش و الزخارف الناعمة و الجميلة الظريفة عليها.
  5. الاستفادة من الأعمدة الساقية (ساق عمودي), أنواع الألواح الكتبية (المسلاّت), الاعناق (بشكل عنق الانسان), إطر الشبابيك( إطار النافذة) و … .
  إرشادات مهمة و تجب الإشارة إليها حين شراء الأحجار

بحيث يعتمد تنفيذ بناء النموذج الروماني على الميزانية المالية ورأس المال, إذ يجب أخذه بنظرالإعتبار, و حينها يتمّ حذف أو إضافة أيّ من الموارد منه, و مهما كان رأس المال المستخدم قليل الذي سيؤدّي الى حذف بعض الأجزاء على أساسه, فيجب الإنتباه الى النقشة و الزخرفة التي تملأ الفراغ الذي تمّ حذف ذلك الجزء منه, لئلا سيصبح قبيح المنظر, و إن الجانب الذي قد أصبح قابلا للإهتمام حين تصميم النموذج الروماني هو, أنه النموذج المثالي الذي أصبح محصورا بكلّ بناء وعمارة على حدة, والسبب هو وجوب تصميم الأعمدة وطولها وأحجامها بحيث تكون مناسبة

لحجم وسعة البناء والعمارة المراد بناءها, و لكن هذا التناسب يصبح غير مأخوذ بنظرالإعتبار وذلك عندما يؤخذ التصميم كنسخة طبق الأصل لعمارة ما.

وفي تنفيذ بناء النموذج الروماني يصبح تهيئة وتصنيع الاحجام أمرا مهمّا جدا من أجل منح الجمال له و كذلك إيجاد الصلابة والمتانة للبناء والعمل, و لكن يمكن مشاهدة بعض موارد التنفيذ بحيث تتمّ الإستفادة من مواد البناء الرديئة المستوى, ومن الممكن الاستفادة من تركيبات القضبان الحديدية, أو من المواد و الأجزاء الضعيفة و الرخوة, أو تنفيذ بدون محاسبة منطقية ولا هندسية مدروسة, وذلك من أجل التخفيض من صرف الأموال تبعا لقلّتها, و هذه الأمور سيتبعها إحتمال حدوث المخاطر المالية و الأرواح البشرية قطعا.

ومن أحد الموارد الاخرى, التي يتمّ تنفيذ و بناء التصميم الروماني من أجل صرف مبلغ اقلّ من المال هو الإستفادة من الهياكل و الاحجام الرديئة الجودة. إذ يجب أن تكون جميع هذه الموارد و الاشكال البارزة و التصميم العام الشامل من رؤوس الأعمدة, والأطواق وغيره,و متناسقة ومتنظمة و أقل عددا وكذلك التقليل من عدد الأجزاء المكوّنة لها قدر الإمكان, وللأسف فقد يتمّ تهيئة هذه الموارد في بعض الاحيان من الأجزاء والقطع الصغيرة جدا و من التلفات والقطع المهملة, حيث يتمّ إلصاقها مع بعضها بواسطة المواد اللاصقة. ومهما كان هذا الامر الذي سيؤدّي الى تضاعف و رفع الأرباح لبائعي الصخور, و ذلك لأنهم سيستفيدون مادّيا من بيع الأجزاء والقطع المهملة والمتناثرة لديهم, والتي تبدو أنها قد أصبحت كالمسحوق بسبب التفتّت الذي أصابها بمرور الزمن عليهأ, حيث يتمّ إلصاقها ببعضها البعض لغرض عمل و حتی الأشكال والتماثيل الضخمة و الكبيرة والباهضة الثمن, و لكنها بسبب تقلّبات الطقس, وملامستها للماء والرطوبة والهواء المتغير, ستنفصل هذه الاجزاء عن الجسد الأساسي للبناء أو عن بعضها البعض, بمرورالزمن و من ثم ستتلاشى, و ذلك بسبب وجود المواد اللاصقة والعجينية على السطح الخارجي, حيث أنها ستتحوّل الى أجزاء وفـُتات ومسحوق, و بالتالي ستتسبب بالمشاكل التي لا يمكن حلّها أو ستصاحب معها الحوادث التي لا يمكن التعويض عنها.

  الأحجار و الإعمار في البناء

توجد الكثير من العوامل والاسباب التي ساعدت على إستقبال ورغبة الناس للبناء بالطرازالروماني و جعله من النمط المتدوال لديهم. ومن أحد أهم الأسباب, هو شيوع و إنتشار إستخدام أحجار الجير الصخرية, و السبب يعود الى إكتشاف العديد من المعادن التي يتمّ إستخراج هذا النوع من الصخور منها. و قد أدّى إزدياد عدد هذه المعادن المكتشفة الى إنخفاض الاسعارالمتعقلة بصخورالحجرالجيري. والذي استوجب تصميم الكثير من العمارات وبناؤها بالصخورالجيرية وعلى الطراز و النماذج التي كانت في عصر زمن الرومان الحضارية. و قد إستفاد الكثير من الناس في تصميم أبنيتهم و تغليفها بهذه الصخورالتي تعطي مظهرا يشابه النمط الروماني, حيث إن البساطة في هذه التصاميم خالية من أيّ تعقيد يوجد في الفنون المعمارية الاسلامية القديمة. و للأسف الشديد فإن بسبب عدم تحديث النماذج العمارية الاسلامية و خاصة في القرن الاخيرالمنصرم, فإن النواحي التعقيدية الموجودة في هذا النمط أدّت الى إستغراق الزمن الطويل جدا, و إرتفاع النفقات المالية اللازمة للبناء , حيث أن هذا الامر إستوجب تسويق أذواق المصممين وتوجيهها الى اللجوء الى الأنماط الكلاسيكية القديمة مثل الطراز الروماني.